أن تتجاوز امرأة كل الصعوبات التي تقف في طريق نيلها حقوقها، وتتعدى ذلك للدفاع عن حقوق الإنسان والإنتصار لقضاياه، فليس ذلك بالأمر السهل في مجتمع ذا تركيبة معقدة، تعتبر المرأة فيه كائنا ثانويا لا
يعول عليه القيام بأي شئ ذا أهمية فيما يخص الحياة العامة، ولا يسمح له بممارسة نشاطه ونيل حقوقه الطبيعية المشروعة.
الإعلامية والحقوقية وضحى مرشد، هي واحدة من أكثر النساء اليمنيات تأثيرا في المجال الحقوقي في اليمن، حيث برز اسمها بقوة خلال سنوات الحرب الأخيرة كشخصية فاعلة ساهمت مع رفيقات لها في تشكيل فريق قام برصد وتوثيق المئات من قضايا الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ارتكبتها ميليشات الحوثي بحق المواطنين اليمنيين وبالأخص الجرائم الجسيمة المتعلقة بانتهاك حقوق الطفل والمرأة.
بدأت وضحى مرشد نشاطها الإعلامي منذ وقت مبكر وقبل التحاقها بكلية الإعلام لكونها نشأت في أسرة لها ارتباط وثيق بالعمل الإعلامي، توفي والدها في سن مبكرة، ثم كان لوالدتها الدور الكبير في مساندتها ودعمها والوقوف إلى جانبها لتكون امرأة قوية ناجحة ومؤثرة.
تخطت الناشطة وضحى مرشد الكثير من الصعوبات وواجهت العديد من العراقيل ولكنها تجاوزت كل ذلك بعزيمة وكفاح، ولم يزدها كل ذلك إلا تصميما لمواصلة مسيرتها وتحقيق أهدافها، تعرضت للتشهير والتكفير بسبب آراءها ومواقفها المناصرة لقضايا المرأة من خلال برامجها التلفزيونية، ثم تعرضت للإستهداف والملاحقة لدورها الفاعل والمؤثر في المجال الحقوقي مما اضطرها للنزوح ومغادرة البلاد، ولم يمنعها ذلك من الإستمرار في القيام بأداء واجبها من خارج حدود بلدها.
تعد وضحى مرشد نموذج للمرأة اليمنية القدوة والمؤثرة التي رفضت الاستسلام لثقافة المجتمع المهمشة للمرأة وأبت إلا أن تكون شخصية فاعلة لها حضورها القوي في المجال الحقوقي وهو المجال الأكثر حساسية وأهمية في اليمن.